بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبدأ قصتي بدمعة من الحزن والأسى والاشتياق، لقلب تركني بين وحوش الزمن، تفترس لحمي لكي ينهي وجودي في عالم الحب.
ذات يوم أصابني إحساس غريب لم أفهم ما هو ، ولكن الأمر أصبح بالنسبة لي مهماً، ثم اكتشفت بعد ذلك إنه الحب، لم أصدق نفسي في البداية، وعدت إلى ذلك الإحساس من جديد، كأنك تمتلك الدنيا بما فيها من سعادة وفرح يجذباني إلى تلك الحدود البعيدة في عالم الشفق الأحمر خلف البحر والأمواج والتراب، أدركت عندها أن الحب يأتي من الله ، وليس من الإنسان، فهو يبدأ بنظرة جميلة ثم قطرات من الإعجاب الصافي ثم سيل من الحب الجميل.
لكن هذا الحب بقي كامنا في داخلي ولم أظهره للطرف الآخر ، كانت عزة نفسي تمنعني من هذا، وبقيت كالإنسان الذي فقد روحه للأبد، فالحب هو عبارة عن لحظات حياة تعيش بين الربيع والمطر والثلج الأبيض والصيف الخجول، كتبت عليّ اللوعة والشوق، وأحيانا عندما أراه يبدأ قلبي بالخفقان بصورة عجيبة وأحاول توقيفه ولكني أعجز، ولساني صعب عليه النطق. اشتقت للنعاس ليأكل عينّي قبل النوم.
تملكتني حالة من الجمود في تلك الفترة، فلم أستطع فعل شيء، كانت حياتي أشبه بالجحيم، ولم أستطع إنقاذ نفسي من الضياع. كنت أتمنى في ذلك الوقت بأن يأتي شخص ويضمني ويساعدني ليخفف عن قلبي شيئا من تلك الهموم، ربما كانت صديقاتي البئر الوحيد الذي أفضي له أسراري ويحاولن التخفيف عني ورفع معنوياتي، وكنت من الناس الذين تنطبق عليهم مقولة الذي يحب لا يكره ولا ينسى، كانت لي صديقة أحببتها وقد دعتني لحضور زفافها، كم عانيت في ذلك اليوم لأن مواجهة صعبة كانت بانتظاري، صبرت وقلت لقلبي لقد اخترت شخصاً لا تستحقه.
تابعني بنظراته الجميلة والحزينة من على فوق عرشه الجميل، لم أكن أدري سبب حزن تلك النظرات، كنت دائما عندما التقي به أحدق في عينيه جيدا، ولكني لا أفهمها، ولكن الآن لا يهم فكل شيء قد انتهى وتحطم الحب الأول بكل سهولة.
لم أملك إلا الصبر وانتظار حنان الزمن ونصيبي من الحياة، كانت خطوبته لابنة عمه حائلاً دون مصارحتي له بحقيقية مشاعري، وفي الوقت الحاضر فقد تزوج ، وأخيراً فأنا لا أتمنى له إلا كل الخير والمحبة، هذا هو حال الدنيا لا تعطيك ما تريده وتعطيك مالا تريده، والآن يعالج آلامي النسيان لكن قلبي الذي أحب لن ينسى ، وأصبح بالنسبة لي ليس إلا ذكرى جميلة لا أكثر.